س: لا أعلم ان كنت لا ازال شابة صغيرة، أم أن سنوات العمر الأكثر جمالا وروعة في حياتي، قد سرقت وتسربت من بين يدي؟
أعمل في وزارة تعطيني وجاهة إجتماعية ومركزا رفيعا، وراتبا مرتفعا نسبيا يحسدني عليه الكثير، لكني مطلقة في عامي السابع والثلاثين، اواجه الدنيا بمفردي، حتي اني أشعر بالارهاق الشديد من تحمل المسؤليات وحماية نفسي، والعيش وحيدة بعد وفاة امي وابي، وإنشغال اخوتي الكبار كل في حياته.
منذ عام تعرفت علي رجل فيه كل الصفات التي إفتقدتها في زوجي الاول، احاطني بكل الوان الحب والحنان والإهتمام وقد شعرت بوجوده منذ اول يوم وقعت عليه عيني، احبه اكثر من اي انسان او فكرة او معني تعلقت بهم في حياتي..، وتمنيت بطبيعة الحال ان أعيش معه كل يوم قادم في عمري، بل وعلي قدر حبي له تمنيت ان أنجب منه، عكس موقفي تماما، حين كرهت أن أنجب من زوجي الأول، الذي لم اشعر معه بالامان.
لكن الرجل الذي أحبه كل هذا الحب، لديه ظروف قهرية تمنعه من الزواج بي زواجا شرعيا معلنا، علي الاقل حتي الان، فبماذا تنصحيني؟ وارجو ان تكوني واقعية ولا تتحفيني بما احفظه من الحكم المثالية، حيث لا أجد فيها اجابة شافية، تقنعني بالتخلي هذا الرجل، الذي يعطيني وحده طاقة النجاح والتقدم، والتغلب علي مصاعب الدنيا.
ج: أيتها القطة العاشقة، وإسمحي لي ان أصفك بالقطة وأعتبريها علامة ود، تحية للشباب والتمرد الذي يعلو زئيره في كلماتك، وإعجابا بإحساسك المتدفق القوي، ولكن...وياخوف قلبي من ولكن...
سألوا اينشتين قديما ان يقدم تعريفا وافيا للجنون، فقال انه القيام في كل مرة بنفس الخطوات والأفعال ثم إنتظار نتيجة مختلفة للتجربة!
إنك أيتها القطة الجسورة، تتبعين طريقا بحذافيره، لم يسلكه احد من قبلك الا وإنتهي لاحدي نتيجتين، علاقة حب حميمة غير شرعية، او زواج في السر، وفي رأيي لا فرق كبير بينهما، في الحالتين إستعدي للتنازل عن حلمك بالإنجاب من الرجل الذي تحبينه، اذً كيف ستواجهين الناس بمولود من علاقة غير معترف بها أو حتي من زواج سري؟
وبعدها إستعدي للتنازل الأهم، عن احساسك بالكرامة والتقدير الذي يتناسب مع قوة حبك وعطائك لهذا الرجل..
لن أحدثك في بديهيات الحلال البين والحرام البين، ولن اتحفك بما تحفظيه عن المثاليات ودواعي الاخلاق الحميدة، فدعينا نتحدث بشكل عملي جديد، عن إحتمالات النجاح أو الفشل المتاحة في تلك القصة:
ـ هل ستوافقين ان تكوني نصبا للجندي المجهول في حياته الي ما شاء الله؟
ـ هل لن يؤسفك أن يتمتع غيرك بثمرة النجاح والسعادة والنمو الذي توفرين أنت أسبابه لحبيبك، دون اي قيد أو شرط أو مقابل؟
ـ هل تضمنين ان إنكشف أمر علاقتكما لأي سبب، غير محسوب، أو متوقع، ان يحميك ذلك الرجل من الإهانة والإعتداء أو اي ظلم ينتقص من شأنك؟
ـ في حالات المرض أو السفر أو الإحتياج الطارئ الشديد، هل ستكونين معه؟ وهل ستجدينه الي جوارك؟
ـ هل سينتصر الحب علي ملل التعود وبلادة التكرار، وتبقي علاقتكما في هذا الظرف السري المشدد قوية مشبعة قادرة علي الإستمرار بنجاح؟
¤ ان كانت إجاباتك علي الاسئلة السابقة بنعم، فتوكلي علي الله، ونفذي ما في رأسك، ولا تضيعين وقتا أو تلقين بالا، لأي نصيحة مني أو من غيري، وبالمناسبة نصيحتي الوحيدة أن تعاملي مع نفسك علي انك جوهرة ولا تبخسيها ثمنها حتي يأذن الله بأمر كان مفعولا، أما جدتي فكنت اسمعها تقول:
قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة... وخللي العسل في جراره، لحد ما تيجي أسعاره!
المصدر: جريدة الأهرام المصرية.